الأحد، 6 مارس 2011

الــغروب لــ/نجيب
لم يكونوا في يومٍ من الأيام كشمسنا حتى نتحدث عن غروبها..ولو سلَّمنا من باب الجدل بذلك فإنَّ ميلاً واحداً كان يفصل بينها وبيننا ..إنهم الجحيم وماذا بعد الجحيم ؟؟
منضومةٌ متكاملةٌ من الفساد عُرفت إصطلاحاً بـ(النظام الحاكم) وبالعودة إلى القانون فإنها ستأخذ منحاً آخر في التسميات ولا اشكُّ لحظةً في كونها ستستقر عند مسمى (المافيا)


إنها عصابةٌ متنمرةٌ إستحوذت على مراكز صنع القرار وأجبرت شعبنا العظيم على الإنصياع لأحلامهاالشخصية ورغباتها الضيقة ضاربةً بمستقبلنا عُرض الحائط غير آبهةً بالمصلحة العامة..
ديمقراطيتهم العبثية تكفر بالإختلاف وتؤمنُ حتى النخاع بالخلاف .. خلافٌ يريدون له ان يستمر ليغطي فشلهم الذريع في إدرة شؤون العباد والبلاد ..
ضاقت منهم الأعذار ورغبت عنهم .. فمرةً يبررون عجزهم بعدم الإستقرار الأمني الذي بدوره يعرقل مشروع الإصلاح السياسي والذي هو الآخر لا يساوي الحبر الذي كتب به ولا يرتقي الى مستوى المسؤولية .. ومرةً يستعملون فزَّاعة الإرهاب كشماعةٍ يعلقون عليها ما عجزوا عن القيام به ..وإذا ما نفدت جعبة اعذارهم وأفلس مخزونها فإن ملاذاً آمناً قد مَثُل امامهم متمثلاً بما يعرف بالحراك الجنوبي ومطالبه التي ترمي إلى تقرير مصيره متناسيين بذلك الأسباب التي حملت فئةقليلة من الإحوة في الجنوب لرفع سقف مطالبهم وتلك الفئة هي نشازٌ بحد ذاتها ولا تعبر بأي حال من الأحوال إلا عن نفسها ..
ماذا ينتظرون منا .. هل ينتظرون ان نولد ونموت على اصفادهم ..كلا لقد سئمنا الكبت يوم سئمت منا شعوب العالم كمهاجرين وآن الأوان ليضمنا وطننا الحنون بحضنه الدافئ الرحب بعد طول غياب .. لم نعد نقوى على تحمل جوى البين والنوى فالصبابة نخرت عظامنا وكادت ان تبرِّح بنا .. اليس من حقنا ان نحظى بفرصةٍ للعيش في ربوع وطننا الحبيب كما بقية الشعوب؟ .. اليس من الواجب على وطنٍ كان في يومٍ ما مهداً لعروبة الغبراء ان يحفظ لنا كرامتنا ؟
إذاً ليعلم النظام وزبانيته انَّ فرصه بالبقاء قد تضاءلت وربما تكون في طريقها للإختفاء في ظل بلوغ الشعب مرحلة الإدراك وإنهيار جدار الصمت العقيم ..
فلا تنفع عقاقير الدواء وأمصلتها فقد إستشرى الداء واصبح من الواجب إستئصاله ليرتاح الوطن وتدبُّ الصحة في جسده المنهك الهزيل..وتكرار عبارة الفوضى الخلاقة التي اُقتضبت من لسان كوندليزا رايس لن تجد لها اليوم مسمعاً يصغي .. زهقنا يا سادة وتقنا للعودة الى رحاب الوطن وهذا حقنا المشروع .. ولا بأس ان ترحلوا باكراً فلستم بحاجة لتجريب الشعب فهو ليس إستثناءً من شعوب شمال افريقيا فلا تجربوا المجرب ..واللبيب من إتعض بغيره ..
ليس لكم هنا من خيار آخر سوى ان تغربوا ..فاغربوا كي نحلم بفجرٍ جديد ..نجيب صالح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تكنولوجيا